كتب _اشرف المهندس
فى حب الله والتصوف الروحى وتبسيط امور الدين من علماء العلم والدعوة الى الله عز وجل ولقاء مع احد الدعاة من علماء الاوقاف
الشيخ الدكتور / مديح سميح الطويله من علماء الأوقاف إمام وخطيب بمديرية أوقاف الاسكندريه
الحمدلله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ونشهدالا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله .فاللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه الأخيار الاطهار . أما بعد
ذكر الله عز وجل ((نفحات وأسرار)) إن القلوب كما أخبر طبيب القلوب( النبي صلي الله عليه وسلم )تصدأ كما يصدأ الحديد وتظمأ كما يظمأ الزرع ومن ثم فهي تحتاج إلي تجليه ورى واطمئنان وسكينة ولن تجد القلوب ذلك إلا في ذكر الله جل وعلا قال تعالي ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) ذكر الله جعله الله دليلا علي حياة القلب حياة كامله صحيحة فقال النبي صلي الله عليه وسلم (مثل الذى يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت) ذكر الله مع أنه خفيف علي اللسان ولايحصل به تعب الأبدان إلا أنه فيه من الأجر والثواب العظيم فيقول النبي صلي الله عليه وسلم (ألا أخباركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلي يارسول الله قال ذكر الله عز وجل ذكر الله اذا شغل به الإنسان نفسه عن السؤال أعطاه الله أكثر مما كان يتمني ويريد فيقول النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك في الحديث القدسي الذي يرويه عن رب العزة جل وعلا (من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين )لأن الله يعلم حاجتك فإذا شغلت بذكره أعطاك دون أن تسأل ذكر الله جل وعلا طريق للوصول إلي ولاية الله ويجعل العبد قريب من مولاه جل وعلا يقول تعالي ((فاذكروني أذكركم ) ويقول في الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم النبي صلي الله عليه يكشف لنا سرا من اسرار ذكر الله جل وعلا وهو الحصول علي عظيم الأجر والثواب بعمل يسير فيقول صلي الله عليه وسلم ايعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا الف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئه . وفي حديث آخر يخبرنا فيه النبي عن نفحة أخرى من نفحات ذكر الله جل وعلا فيقول من قال حين يمسي وحين يصبح سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به الا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ذكر الله هو مفتاح تفريج الكربات وزوال الهموم والأحزان أنظر إلي القرآن وهو يجسد لنا ذلك في قصة يونس عليه السلام فيخبرنا الله أن سبب نجاة يونس هو أنه كان من المسبيحين فيقول تعالي ((فلولا أنه كان من المسبيحين للبث في بطنه إلي يوم يبعثون ) ذكر الله هو الحصن المنيع والوقاية من النار فيقول النبي صلي الله عليه وسلم لأصحابه (خذوا جنتكم )بضم الجيم وتشديد النون وفتح التاء(قلنا يارسول الله من عدو قد حضر ؟قال لا بل جنتكم من النار .كيف يارسول الله ؟قال قولوا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فإنهن يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات وهن الباقيات الصالحات وفي حديث آخر يخبرنا فيه رسول الله عن سرمن أسرار ذكر الله فيقول انس رضي الله عنه مر رسول الله يشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتتاثر الورق فقال صلي الله عليه وسلم (إن الحمد لله وسبحان الله ولا اله الا الله والله اكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة) النبي صلي الله عليه وسلم يعلمنا سر من أسرار ذكر الله ونفحة ربانيه ومفتاح لقبول الدعاء فالعبد دائما يلجأ إلي الله في الشراء والضراء وهنا يعلمنا رسول الله أنه من اراد إجابة الدعاء فعليه بالاكثار من ذكر الله فهو من أسرار القبول يقول انس بن مالك جاءت أم سليم إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقالت يارسول الله علمني كلمات أدعو الله بهن قال تسبحين الله عز وجل عشرا وتحمدينه عشرا وتكبرينه عشرا ثم سلي الله حاجتك . وهناك أسرار كثيرة ونفحات في ذكر الله جل وعلا سنذكرها في محاضرة أخرى إن شاء الله